التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٦٨
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٦٩
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
٧٠
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } يعني قوله: { لاَ تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ }.
قوله: { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } قال الحسن: لما آتاه الله من النبوة. وقال بعضهم: لعالم لما علمناه. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم المشركون، وهم أكثر الناس. قال: فأرسل معهم أخاهم.
قوله: { وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي: ضمَّه إليه { قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } قال مجاهد: فلا تحزن { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يعني إخوته. وقال الحسن: يقول: لا تغتمَّ بما كان من أمرك وأمر إخوتك.
قال: { فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } يعني ميرتهم التي جاءوا لها، ووفّى لهم الكيل، وقضى حاجتهم { جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } والسقاية إناء الملك الذي كان يُسقى فيه، وهو الصواع، والصواع الإِناء الذي كان يشرب فيه؛ جعله في متاع أخيه.
وخرج إخوة يوسف، وأخوهم معهم، من عنده وساروا معه، فاتبعهم مناد { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ } أي: ثم نادى منادٍ { أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }.