التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ
٢٤
تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٢٥
-إبراهيم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } وهي لا إله إلا الله { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } وهي النخلة، وهي مثل المؤمن { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } أي: في الأرض { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } يعني طولها، وفرعها هو رأسها الذي تكون فيه الثمرة { تُؤتِي أَكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } أي: بأمر ربها.
قال بعضهم: كل ستة أشهر. وقال بعضهم: هي النخلة تؤتي أكلها كل حين. والحين ما بين السنة إلى السنة. وهي تؤكل شتاءً وصيفاً؛ يعني الطلع والبلح والبسر والرطب والتمر، وهي مثل عمل المؤمن، هو في الأرض وعمله يصعد إلى السماء، وهو ثابت يُجَازَى به.
وقال الحسن: إن المؤمن لا يزال من كلام طيّب وعمل صالح، كما تؤتي هذه الشجرة أكلها، أي: ثمرتها، كلَّ حين.
{ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي: لكي يذّكروا.
وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: الحين غدوة والحين عشية، وقرأ هذه الآية:
{ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } [الروم:17]. وقال مجاهد: { كُلَّ حِينٍ }: كل سنة.
ذكروا عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المؤمن، فأي شجرة هي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة. وكنت غلاماً أصغر القوم؛ فسكتّ. فقال رسول الله: هي النخلة"