التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ
٣٠
قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ
٣١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَارَ
٣٢
وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ
٣٣
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
٣٤
-إبراهيم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً } أي: آلهتهم التي يعبدون،عدلوها بالله فجعلوها آلهة مثله. { لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ } أي: عن سبيل الهدى. { قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ } كقوله: { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ } [آل عمران:196-197].
قوله: { قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاَةَ } أي: الصلوات الخمس، يحافظون على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها { وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي: الزكاة الواجبة { مِّن قَبْلِ أَن يَّأْتِيَ يَوْمٌ } أي: يوم القيامة { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } أي: لا يتبايعون فيه { وَلاَ خِلاَلٌ } أي: تنقطع كل خلّة إلا خلّة المتقين. كقوله:
{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ } [الزخرف:67]، وكقوله: { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ } [البقرة:254].
قوله: { اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِن الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ } إنما الرزق من المطر. { وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ } قال مجاهد: في كل بلد فجرت. { وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ دَائِبَيْنَ } أي: يجريان إلى يوم القيامة { وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ } يختلفان عليكم { وَءَاتَاكُم } أي: وأعطاكم { مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } أي: وما لم تسألوه، في تفسير الحسن. وليس كل ما سألوا. وبعضهم يقرأها: { مِنْ كُلٍّ } أي: من كل شيء، { مَا سَأَلْتُمُوهُ } يقول: أعطاكم ما لم تسألوه.
قال: { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } [روى الحسن عن أبي الدرداء قال: من لم يرَ نِعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قلّ عمله وحضر عذابه]. { إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } أي: ظلوم لنفسه، كفار بنعم ربه [حين أشرك] وقد أجرى عليه هذه النعم.