التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ
٣٩
رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ
٤٠
رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ
٤١
وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ
٤٢
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ
٤٣
-إبراهيم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } وقد دعا في هذه الآية الأخرى: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } [الصافات:100].
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي } أي: واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة. { رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } يعني دعائي لمحمد وأمته. قال الحسن: هو كقوله:
{ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَكَ } [البقرة:128].
قوله: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ }. قال الحسن: إن إبراهيم دعا لأبيه أن يُحوِّله الله من الكفر إلى الإِيمان، ثم يغفر له، وهو يرجو أن يُسلم. فلما مات كافراً تبرأ منه وعرف أنه قد هلك، وهو كقوله:
{ وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ } [الشعراء:86]. قال هذا قبل أن يموت.
قوله: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } أي: المشركون والمنافقون { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ } تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } أي: إلى إجابة الداعي حين يدعوهم من قبورهم.
{ مُهْطِعِينَ } أي: منطلقين مسرعين إلى إجابة الداعي إلى بيت المقدس في تفسير بعضهم حين يدعوهم من الصخرة من بيت المقدس.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه، والصور قرن، فيذهب كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه، فيقومون من قبورهم، فيجيبون بإجابة رجل واحد.
بلغنا عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال: تجعل الأرواح في الصور مثل النحل، ثم ينفخ فيه صاحب الصور، فيذهب كل روح إلى جسده.
وقال في آية أخرى:
{ { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } أي: من القبور سِرَاعاً [المعارج:43] أي: إلى المنادي إلى بيت المقدس.
{ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } قال بعضهم: رافعي رؤوسهم شاخصة أبصارهم. { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي: يديمون النظر. { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال: انتزعت القلوب فغصّت بها الحناجر، فلا هي تخرج من أفواههم ولا تعود إلى مكانها.
وذكروا عن أبي هريرة قال:
" يحشر الناس ثلاث أمم: أمة على الإِبل، وأمة على أقدامهم، وأمة على وجوههم. قال: قيل يا رسول الله: كيف يمشي على وجهه؟ قال:إن الذي أمشاه على قدميه قادر أن يمشيه على وجهه"