التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٩
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ
١٠
وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
١١
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٢
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
-الحجر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ } يعني القرآن { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي: حفظه الله من إبليس أن يزيد فيه شيئاً أو ينقص منه شيئاً. كقوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ البَاطِلُ } والباطل هو إبليس{ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } فينقصَ منهُ { وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [فصّلت:41-42] فيزيد فيه شيئاً. حفظه الله من ذلك.
وقال مجاهد: { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي: عندنا.
قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ } أي: أرسلنا الرسل في فرق الأولين، أي: أمم الأولين، أمة بعد أمة. { وَمَا يَأْتِيهِم } يعني تلك الأمم { مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ } أي: نسلك التكذيب { فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ } أي: المشركين { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي: بالقرآن { وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } يعني ما أهلك به الأمم السالفة بتكذيبهم، يخوّف المشركين بذلك.