التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
١٩
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ
٢٠
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢١
-الحجر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَالأَرْضَ مَدَدْنَهاَ } أي: بسطناها { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } وهي الجبال، وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وقال في آية أخرى: { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [النازعات:30] قال لها انبسطي أنت كذا، وانبسطي أنت كذا. وقد فسرناه قبل هذا.
قوله: { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }. قال الحسن: من كل شيء يوزن، مثل الزعفران والعُصْفُر وكل ما ينبت مما يوزن من النبات.
وتفسير الكلبي: أنبت الله في الجبال الذهب والفضة والصفر والرصاص والحديد والجوهر وكل شيء لا يباع إلا وزناً.
وقال بعضهم: كل شيء موزون، أي: معلوم مقسوم. وقال مجاهد: من كل شيء موزون: أي معدود يعد، أي: يقدر.
قال الحسن: ثم ذكر الأرض فقال: { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } أي: مما أخرج الله لهم فيها، ومما عمله بنو آدم.
قوله: { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } أي: جعلنا لكم ومن لستم له برازقين معايش قال مجاهد: يعني الأنعام والدوابّ، وقال الحسن: البهائم وغيرها من الخلق. وقال السكلبي: يعني من لا تمونونه، أي: ليس عليكم من مئونته شيء من الوحوش والطيور وكل شيء لا يمونه بنو آدم.
قوله: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } يعني المطر. وهذه الأشياء كلها إنما تعيش بالمطر. { وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } .
ذكروا أن علياً قال: إن هذا الرزق ينزل من السماء كقطر المطر، كل نفس بما كتب الله لها. وذكروا عن ابن عباس أنه قال: ما من عام بأكثر من عام مطراً، أو قال: ماء، ولكن الله يصرفه في الأرض حيث يشاء، ثم تلا هذه الآية:
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا } [الفرقان:50].