التفاسير

< >
عرض

وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ
٢٢
وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ ٱلْوَارِثُونَ
٢٣
وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ
٢٤
-الحجر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } أي: للسحاب. قال: { فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: إن الله يرسل السحاب فتحمل الماء بين السماء، ثم يرسل الرياح فتمري السحاب كما تُمرَى اللقحة حتى تدرّ بمطر. وقال في آية أخرى: { يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً } [نوح:11] أي: تدرّ بالمطر.
قوله: { وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } أي: بحافظين.
وفي تفسير الحسن أن الله ينزل الماء من السماء فيسكنه السحاب، ثم يصرفه حيث يشاء، وللماء خزّان من الملائكة. وقال في آية أخرى:
{ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ } [الحاقة:11] أي: على خزانة يوم غرق قوم نوح؛ كان يجري بقدر فطغى يومئذٍ على خزانه.
قوله: { وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ } أي: نخلق ونميت الخلق { وَنَحْنُ الوَارِثُونَ } أي: [يموت الخلق] والله الوارث الباقي بعد خلقه، وإليه ترجعون. أي: فكما أحيى هذه الأرض بعد موتها بهذا الماء كذلك يحيي الموتى. قال: { وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }.
قوله: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ } يعني آدم ومن مضى من ذريته. { وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَئْخِرِينَ } أي: [من بقي] في أصلبة الرجال.
وقال بعضهم: المستقدمين الأموات، والمستأخرين الأحياء بعد الأموات.