التفاسير

< >
عرض

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ
٣١
ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٣٢
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٣٣
-النحل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وعدن أشرف الجنان، نسبت الجنان كلها إليها.
قال: { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ المُتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ } [أي: تقبض أرواحهم] { طَيِّبِينَ }. قال مجاهد: طيبين أحياء وأمواتاً أينما كانوا بالعمل الصالح { يَقُولُونَ } لهم { سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
ذكروا أن الملائكة تأتي ولي الله عند الموت فيقولون: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرئك السلام وتبشره الملائكة بالجنة. ذكروا أن الله يقول لهم: ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض. وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف البصر، فيقول: ما هذا؟ فيقال له: هذا نور أخيك فلان. فيقول أخي فلان! كنا نعمل في الدنيا جميعاً، وقد فضل عليّ هكذا؟ فيقال: إنه كان أحسن منك عملاً. قال: ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى"
قوله: { هَلْ يَنْظُرُونَ } أي: ما ينظرون { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلاَئِكَةُ } أي: بالموت { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } أي: القيامة في تفسير بعضهم: وقال الحسن: هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أي: بعذابهم، يعني مشركي العرب، أو يأتي أمر ربك، يعني النفخة الأولى التي يهلك بها آخر كفار هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه قبل عذاب الآخرة.
قال: { كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: كذلك كذب الذين من قبل مشركي العرب، فأهلكناهم بالعذاب. قال: { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي: يضرون، وقال الحسن: ينقصون.