التفاسير

< >
عرض

كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
٢٠
ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً
٢١
لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً
٢٢
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
٢٣
-الإسراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ } يعني المؤمنين والمشركين في رزق الله في الدنيا. { وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً } أي: مقبوضاً. وقال بعضهم: ممنوعاً. يقول: يستكملون أرزاقهم التي كتب الله لهم.
قوله: { انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: في الدنيا، في الرزق والسعة وخَوَّلَ بعضهم بعضاً، يعني وملك بعضهم بعضاً. { وَلَلأَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً }.
قوله: { لاَّ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً } أي: في نقمة الله { مَّخْذُولاً } في عذاب الله.
قوله: { وَقَضَى رَبُّكَ } أي: وأمر ربك { أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } يقول: وأمر ربك بالوالدين إحساناً، أي: بِرّاً. { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ } أي: إن بلغا عندك الكبر أو أحدهما، فوَليتَ منهما ما وَلِيَا منك في صغرك، فوجدت منهما ريحاً يؤذيك، فلا تقل لهما أُفٍّ. وقال الحسن: (وَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ) أي: ولا تؤذهما. قوله: { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } يعني الانتهار. وقال مجاهد: لا تغلظ لهما. قوله: { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } أي: قولاً ليّناً سهلاً.