التفاسير

< >
عرض

رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
٥٤
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
٥٥
قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً
٥٦
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً
٥٧
-الإسراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } أي: بأعمالكم، يعني المشركين { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } أي: يتوب عليكم فيمنّ عليكم بالإِيمان { أَوْ إِن يَّشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } أي: بإقامتكم على الشرك { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي: حفيظاً لأعمالكم حتى تجازيهم بها.
قوله: { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ }. قال الحسن: كلَّم بعضَهم، واتخذ بعضهم خليلاً، وأعطى بعضهم إحياءَ الموتى. { وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }. وهو اسم الكتاب الذي أعطاه الله. قال بعضهم: بلغنا أن الزبور دعاء علّمه الله داود، وهو تحميد وتمجيد لله، وليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تخيّروا بين الأنبياء" . وذكر الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" .
قوله: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } يعني الأوثان { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا } يملكون { تَحْوِيلاً } أي: لما نزل بكم من الضر. أي: أن تحولوا ذلك الضر إلى غيره أهون منه.
قوله: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ } أي: القربة { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } أي: الجنة { وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } أي: النار { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراًً } أي: يحذره المؤمنون.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نَفَراً من لجن، فأسلم الجنيون ولم يعلم بذلك النفر من العرب. قال الله: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ } يعني الجنيين الذين يعبدهم هؤلاء { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ... } إلى آخر الآية.
وتفسير الحسن: أنهم الملائكة وعيسى. يقول: أولئك الذين يعبدهم المشركون والصابئون والنصارى. لأن المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة والصابئون يعبدونهم.
قال بعضهم: بلغنا أن آل بني مليكة كانوا يعبدون الملائكة والنصارى تعبد عيسى. قال: فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ }.