التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً
٣٩
فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً
٤٠
أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً
٤١
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً
٤٢
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً
٤٣
هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً
٤٤
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَلَولاَ } أي: فهلا { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ } ثم قال: { إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّيَ أَن يُؤْتِيَنِ } في الآخرة { خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ } أي: ناراً من السماء، يقول: عذاباً من السماء، وهي النار { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } أي: لا نبات فيها. والصعيد الزلق التراب اليابس الذي لا نبات فيه. وقال بعضهم: قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء. { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً } أي: ذاهباً قد غار في الأرض { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً }. وقال الكلبي: الغور: الذي لا تناله الدلاء.
قال الله: { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي: من الليل { فَأَصْبَحَ } من الغد قائماً عليها { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } أي: يصفق كفيه. قال الحسن: يضرب إحداهما على الأخرى ندامة. { عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا } وقال بعضهم: تلهفاً على ما فاته منها. { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } قال الحسن: عروشها: التراب، قد ذهب ما فيها من النبات. [وبعضهم يقول: مقلولة على رؤوسها]. { وَيَقُولُ } أي: في الآخرة { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي } أي: في الدنيا { أَحَدَاً }.
قال الله: { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي: عشيرة { يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } أي: ممتنعاً في تفسير بعضهم.
قوله: { هُنَالِكَ الوَلاَيَةُ لِلَّهِ الحَقِّ } أي: في الآخرة. هنالك يتولَّى الله كلُّ عبد. أي: لا يبقى أحد يومئذٍ إلا تولى الله. ولا يقبل ذلك من المشرك.
وهي تقرأ على وجهين: أحدهما برفع الحق والآخر بجرّه. فمن قرأها بالرفع يقول: هنالك الولاية الحقُّ، فيها تقديم؛ أي: هنالك الولاية الحقُّ لله. ومن قرأها بالجر فهو يقول: هنالك الولاية لله الحقِّ، والحق اسم من أسماء الله.
{ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } أي: خير من أثاب، وهو خير ثواباً للمؤمنين من الأوثان لمن عبدها. { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي: خير عاقبة.