التفاسير

< >
عرض

وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
٤٩
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً
٥٠
مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً
٥١
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَوُضِعَ الكِتَابُ } أي: ما كانت تكتب عليهم الملائكة في الدنيا من أعمالهم. { فَتَرَى المُجْرِمِينَ } أي: المشركين والمنافقين { مُشْفِقِينَ } أي: خائفين { مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً } أي: في كتبهم { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }.
قوله: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ }. قال الحسن: هو أول الجن كما أن آدم من الإِنس وهو أول الإِنس.
وقال بعضهم: كان ممن الجن، وهم قبيل من الملائكة يقال لهم الجن. وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود، وكان على خزانة السماء الدنيا في قول بعضهم؛ قال: جُن عن طاعة ربه. وكان الحسن يقول: ألجأه الله إلى نسبه.
قال: { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } أي: عصى أمر ربه، أي: عن السجود لآدم، في تفسير مجاهد. { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ } يعني الشياطين الذين دعوهم إلى الشرك. { أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } أي: ما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا إبليس. فبئس ذلك بدلاً لهم.
قوله: { مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ } وذلك أن المشركين قالوا: إن الملائكة بنات الله. وقال في آية أخرى:
{ وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عبَادُ الرَّحْمَنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } [الزخرف:19] أي: ما أشهدتهم شيئاً من ذلك، فمن أين ادَّعوا أن الملائكة بنات الله.
قال: { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً } أي: أعواناً. وقال بعضهم: المضلين: الشياطين.