التفاسير

< >
عرض

وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنْذِرُواْ هُزُواً
٥٦
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً
٥٧
وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً
٥٨
وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً
٥٩
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } أي: بالجنة { وَمُنذِرِينَ } أي: من النار. ويبشرونهم أيضاً بالرزق في الدنيا قبل دخول الجنة إن آمنوا. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وينذرونهم العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.
قوله: { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا } أي: ليذهبوا { بِهِ الحَقَّ } فيما يظنون؛ ولا يقدرون على ذلك. قال: { وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }.
قال: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بآيَاتِ رَبِّهِ } يقوله على الاستفهام. وهذا استفهام على معرفة { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } أي: لم يؤمن بها. { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } أي: ما سلف منه. قال الحسن: عمله السوء. أي: لا أحد أظلم منه.
قوله: { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أي: غلفاً { أَن يَفْقَهُوهُ } أي: لئلا يفقهوه. { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } وهو الصمم عن الهدى. { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً } يعني الذين يموتون على كفرهم.
{ وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } أي: لمن آمن. ولا يغفر أن يشرك به { لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا } أي: بما عملوا { لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } قال الحسن: ملجأً.
قوله: { وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } أي: لما أشركوا وجحدوا رسلهم. { وَجَعَلْنَا لِمَهْلكِهِم مَّوْعِداً } أي: الوقت الذي جاءهم فيه العذاب. وقال مجاهد: موعداً: أجلاً.