التفاسير

< >
عرض

فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً
٦
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً
٧
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً
٨
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً
٩
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ} أي: قاتل نفسك في تفسير العامة {عَلَى ءَاثَارِهِمْ} أي: آسفاً، أي: حزناً عليهم في تفسير مجاهد. {إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ} أي: القرآن. { أَسَفاً}. قال بعضهم: غضباً. وهي مثل قوله: { فَلَمَّا ءَاسَفُونَا } [الزخرف:55] أي: أغضبونا. وقال مجاهد: أسفاً: أي: جزعاً.
قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا} أي: لأهلها. { لِنَبْلُوَهُمْ} أي: لنختبرهم {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} أي: أيهم أطوع لله. وقد علم ما هم فاعلون.
قال: { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا} أي: ما على الأرض { صَعِيداً جُرُزاً} والجُرُز ها هنا الخراب. وقال بعضهم: التي ليس فيها شجر ولا نبات. وقال مجاهد: بلقعاً. وقال في موضع آخر:{أَوَ لَمْ يَرَوا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ} أي: اليابسة التي ليس فيها نبات
{ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } [السجدة:27].
قوله: { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} أي: قد كان في آياتنا ما هو أعجب منهم.
وقال مجاهد: هم عجب. [قال بعضهم] يقول: ليس هم أعجب آياتنا. والكهف كهف الجبل. والرقيم الوادي الذي فيه الكهف.