التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً
٨
قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
٩
قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً
١٠
-مريم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } أي: من أيْنَ يكون لي غلام { وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً } لا تلد { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً }. قال الحسن: أراد زكرياء أن يعلم كيف ذلك.
قوله: { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيّاً } قال مجاهد: قحول العظم. وقال الكلبي: العتي: اليبس وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيّاً }. قال بعضهم: يبس جلدي على عظمي. وقال بعضهم: { عِتِيّاً }، أي غاية ومنتهى.
{ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } الله يقوله. وهو كلام موصول؛ أخبره المَلَك عن الله أني أعطيك هذا الولد. { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }.
{ قَالَ } زكرياء { رَبِّ اجْعَل لِّي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } أي صحيحاً. أي لا يمنعك من الكلام مَرَض.
قال بعضهم: إنما عوقب لأنه سأل الآية بعدما شافهته الملائكة مشافهة، فبشّرته بيحيى عليه السلام، فأُخِذَ عليه لسانه فجعل لا يفيض الكلام، أي لا يبين الكلام إلا ما أومأ إيماء، وهو قوله تعالى:
{ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا } [آل عمران: 41].