قوله: { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَآ } أي: الملَك، يعني جبريل. وقوله: تحتها، أي
تحتها من الأرض. وقال بعضهم: { فَنَادَاهَا مَن تَحْتَهَآ } يعني عيسى. { أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً }.
ذكروا عن البراء بن عازب قال: هو الجدول. وقال بعضهم: السري هو
الجدول، وهو النهر [الصغير]، وهو بالسريانية: سري.
قوله تعالى: { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } وهي تقرأ:
تَساقط ويُساقط. فمن قرأها يساقط يقول: يساقط عليك الجذع. وكان جذع النخلة
يابساً وكان آية. ومن قرأها تساقط بالتاء فهو يقول: تساقط عليك النخلة رطباً جنياً.
[أي حين اجتني].
قوله: { فَكُلِي } أي من الرطب { وَاشْرَبِي } أي من الجدول { وَقَرِّي
عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً } قال بعضهم:
كانت تقرأ في الحرف الأول: صمتاً. وذكروا عن أنس بن مالك أنه كان يقرأها صوماً
صمتاً.
{ فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيّاً } قال بعضهم: بلغني أنه أذن لها في هذا الكلام.
وقال بعضهم: إنما كانت آية جعلها الله لها يومئذ. وإن شئت رأيت امرأة سفيهة تقول:
أصوم صوم مريم ولا تتكلم في صومها.