التفاسير

< >
عرض

كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ
١٥١
فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
١٥٢
يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٣
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ
١٥٤
-البقرة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ } أي: ويطهركم من الشرك { وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ } الكتاب: القرآن. والحكمة: السنة. { وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [يقول: كما فعلت ذلك بكم فاذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي] { وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } أي ولا تكفروني النعمة. وهذا الكفر في هذا الموضع كفر النعم.
قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }. قال بعض المفسّرين: ليعلم أنهما عون على طاعة الله. وقال بعضهم: الصبر ها هنا الصوم. وقال بعضهم: الصبر على ما أمروا به وعما نهوا عنه؛ وهو حقيقة التأويل.
قوله: { وَلاَ تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } أنتم كيف تلك الحياة التي هي حياة الشهداء.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ترعى في الجنة، ثم تأوى إلى قناديل معلقة بالعرش.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما بين حياة الشهيد في الدنيا وبين حياته في الآخرة إلا كمضغ تمرة" .
وقال بعضهم: كنا نُحدَّث أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض وخضر يأكلن من ثمار الجنة، وأن مساكنهم السدرة، وأن للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال: من قتل في سبيل الله صار حيّاً مرزوقاً، ومن غُلِب آتاه الله أجراً عظيماً، ومن مات رزقه الله رزقاً حسناً.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" "إن الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد ألم القرصة" .