ثم قال: { الشَّيطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ } يخبرهم أنهم حين ينفقون الرديء إنما هو
ما يلقي الشيطان في قلوبهم من الفقر. { وَيَأْمُرُكُم بِالفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم } على ما
تنفقون { مَّغْفِرَةً } منه لذنوبكم { وَفَضْلاً } أي الجنة.
ذكروا أن عبد الله بن مسعود كان يقول: لابن آدم لَمّتان كلَّ صباح: لَمَّة من
المَلَك، ولَمَّة من الشيطان: فأما لمّة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، وتطييب
للنفس، وأما لمّة الشيطان فإيعاد بالفقر، وتكذيب بالحق، وتخبيث للنفس، وهو قوله:
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً }
قوله: { وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } أي واسع لخلقه عليم بأمرهم.
قوله: { يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُّؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } ذكر
بعض المفسّرين قال: الحكمة الفقه في القرآن. قوله: { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا
الأَلْبَابِ } أي أولو العقول، وهم المؤمنون.
قوله: { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أََوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ } أي فلم تريدوا
به الله، فإن الله لا يتقبله منكم إلا أن تريدوه به. وقال مجاهد: فإن الله يعلمه أي:
يحصيه.
ذكر بعض أصحاب النبي، عن النبي عليه السلام أنه قال: "إن النذر لا يأتي
بشيء لم يقدره الله، وقد يوافق النذر القدر ليستخرج به من البخيل، فيؤتى على يديه
في الشيء لم يأت عليه قبل ذلك" .
قال: { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } أي للمشركين { مِنْ أَنْصَارٍ }.