التفاسير

< >
عرض

لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ
٦
وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى
٧
ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ
٨
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ
٩
إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى
١٠
فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ يٰمُوسَىٰ
١١
إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
١٢
وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ
١٣
إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ
١٤
-طه

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى } كان بعضهم يقول: إن الماء الذي تحت الأرض مستقر على ثرى، فهو يعلم ما تحت ذلك الثرى الذي يستقر عليه الماء، والثرى كل شيء مبتلّ.
قوله عز وجل: { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } قال بعضهم: السر ما حدثت به نفسك، وأخفى منه ما لم تحدث به نفسك مما هو كائن.
قوله عز وجل: { اللهُ لا إلهَ إلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى }. ذكر بعضهم قال: لله تسعة وتسعون اسماً، مائة غير واحد، من أحصاها دخل الجنة، أي من المتقين.
قوله عز وجل: { وَهَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } أي: قد أتاك حديث موسى { إذْ رَأَى نَاراً } أي عند نفسه وإنما كانت نوراً. { فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً } أي رأيت ناراً { لَّعَلِّي ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ }. وقال في آية أخرى: { سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أي: خبر الطريق
{ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابِ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } [النمل: 7] وكان شاتياً. وقال في هذه الآية: { لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ } { أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً } أي: هداة يهدونني الطريق في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: وكان يمشي على غير طريق. وكان يمشي متوكلاً على ربه متوجهاً بغير علم.
قوله عز وجل: { فَلَمَّا أَتَاهَا } أي: النار التي ظن أنها نار { نُودِيَ يَامُوسَى إنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخلَعْ نَعْلَيْكَ } قال بعضهم: كانتا من جلد حمار ميت. فخلعهما { إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوىً }. قال الحسن: طوى بالبركة مرتين.
قوله تعالى: { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ } أي لرسالتي ولكلامي { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } إليك. { إِنَّنِي أَنَا اللهُ لآ إله إِلآ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي } ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من نسي صلاة فليصلِّها إذا ذكرها، لا كفارة لها غير ذلك" [قال قتادة] لأن الله يقول: { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } وقال مجاهد: إذا صلّى العبد ذكر الله.