التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ
١٩
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ
٢٠
قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلأُولَىٰ
٢١
وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً أُخْرَىٰ
٢٢
لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ
٢٣
ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
٢٤
قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي
٢٥
وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي
٢٦
وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي
٢٧
يَفْقَهُواْ قَوْلِي
٢٨
-طه

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَال أَلْقِهَا يَامُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى } أي تزحف على بطنها مسرعة. وقال بعضهم: فإذا هي حيّة أشعر ذكر.
قوله عز وجل: { خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى } يعني هيئتها الأولى، أي عصا كما كانت.
قوله تعالى: { وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ }. قال مجاهد: أمره أن يدخل يده تحت عضده { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } أي: من غير برص. قال الحسن: أخرجها والله كأنها مصباح.
قوله: { ءَايَةً أُخْرَى } أي اليد بعد العصا. قال: { لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَاتِنَا الْكُبْرَى } أي العصا واليد. وهو قوله:
{ فَأَرَاهُ الأَيَةَ الكُبْرَى } [النازعات: 20] أي: اليد والعصا. وهو قوله: { وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } [الزخرف: 48] وكانت اليد أكبر من العصا.
قوله عز وجل: { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: كفر. { قَالَ } موسى: { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي } أي: وسّع لي صدري، دعا أن يشرح له صدره بالإِيمان. { وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي } ففعل الله ذلك به.
وكانت العقدة التي في لسانه أنه تناول لحية فرعون، وهو صغير، فهمّ بقتله، وقال: هذا عدوٌ لي. فقالت له امرأته: إن هذا صغير لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرة وجمرة فاعرضهما عليه. فأتي بتمرة وجمرة فعرضهما عليه؛ فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة التي في لسانه. قال الحسن: إنما قالت ذلك، ترد على موسى عقوبته.