التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لَّلْمُتَّقِينَ
٤٨
ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
٤٩
وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
٥٠
وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
٥١
-الأنبياء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَد ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ } يعني التوراة. وفرقانها أنه فرّق فيها حلالها وحرامها. { وَضِيَآءً } أي ونوراً { وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ } أي يذكرون به الآخرة.
قوله عزّ وجلّ: { الذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ } ذكروا عن مجاهد في قوله عز وجل:
{ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } [سورة ق: 32-33] قال: أي يذكر الرجل منهم ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها، وَيَوْجل منها قلبه.
قوله عز وجل: { وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } أي: خائفون وجلون من شر ذلك اليوم؛ وهم المؤمنون.
{ وَهذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ } يعني القرآن { أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } يعني المشركين، على الاستفهام، أي: قد أنكرتموه.
قوله عز وجل: { وَلَقَد ءَاتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ } أي: هديناه صغيراً، في تفسير مجاهد. وقال الحسن: النبوة. { وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } أي: أنه سيبلّغ عن الله الرسالة ويمضي لأمره. وهو كقوله:
{ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام: 124].