التفاسير

< >
عرض

يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ
١٣
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
١٤
مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ
١٥
وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ
١٦
-الحج

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { يَدْعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } يعني الوثن، ينفق عليه وهو كَلٌّ عليه. يقول الله { لَبِئسَ المَوْلَى } أي: الولي { وَلَبِئسَ العَشِيرُ } أي: الصاحب، يعني الوثن.
قوله: { إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }. قد فسّرناه قبل هذا الموضع.
قوله: { مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالأَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }. يعني المنافق. أي: إنه يئس من أن ينصر الله محمداً عليه السلام، أي: لا يصدق بما وعد الله رسوله من نصره في الدنيا والآخرة، ونصره في الآخرة الجنة.
قال عزّ وجلّ: { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ } أي: بحبل إلى السماء، أي: سماء البيت، أي: سقف البيت، أي: فليعلّق حبلاً من سقف البيت فليختنق حتى يموت. يعني بقوله عزّ وجلّ: { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } فليختنق. قال: فلينظر هل يذهبن ذلك غيظه، أي: إن ذلك لا يذهب غيظه.
وقال مجاهد: (أَن لَّنْ يَنصُرَهُ اللهُ) أي: أن لن يرزقه الله.
قال: { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ } أي: القرآن { ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي: الحلال والحرام والفرائض والأحكام { وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }.