التفاسير

< >
عرض

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ
٢٠
وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
٢١
وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
٢٢
-المؤمنون

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَشَجَرَةً } أي: وأنبتنا لكم بذلك الماء شجرة { تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ } وهي الزيتونة. والطور الجبل، وسيناء: الحسن، كقوله: { وَطُورِ سِينِينَ } [التين: 2] الجبل الحسن. وبعضهم يقول: سيناء: المبارك، أي: الجبل المبارك، يعني جبل بيت المقدس.
قوله: { تَنبُتُ بِالدُّهْنِ } [قال مجاهد: تثمر بالدهن] { وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِينَ } أي: هو دهن يدهن به، وهو صبغ يصبغ به الآكلون. [أي: يأتدمون به].
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الزيت من شجرة مباركة فائتدموا به وادهنوا به" .
قوله: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } أي: لآية { نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } يعني اللبن. { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } أي: في ألبانها وظهورها، وكل ما ينتفع به منها. قوله: { وَمِنْهَا تَأكُلُونَ } يعني لحومها.
قوله: { وَعَلَيْهَا } أي: وعلى الإِبل { وَعَلَى الفُلْكِ } أي: السفن { تُحْمَلُونَ } وقد يقال: إنها سفن البَرّ. وقال في آية أخرى: { وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتِهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ } أي: الموقر،
{ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } [سورة يس: 41-42] يعني الإِبل. عدلت بالسفن. وقال في آية أخرى: { وَجَعَل لَكُم مِّنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } [الزخرف: 12].