قوله: {وَقُل رَّبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ المُنزِلِينَ}. قال مجاهد:
[يقول الرب عز وجل] لنوح عليه السلام حين نزل من السفينة. وقال بعضهم:
سمعت الناس إذا نزلوا منزلاً قالوا هذا القول.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي: من أمر قوم نوح وغرقهم {لأيَاتٍ} لمن بعدهم. قال:
{وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} أي: بالدين، يعني ما أرسل به الرسل من عبادته، وهو تفسير
الحسن.
قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ} أي: من بعد الهالكين من قوم نوح. {قَرْناً
ءَاخَرِينَ} يعني عاداً. {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ} يعني هوداً {أَنِ اعْبُدُوا اللهَ مَا
لَكُم مِّن إلهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} أي: الله، أي: فاتقوا الله.
{وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ الذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَآءِ الأَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الحَيَاةِ
الدُّنْيَا} أي: وسّعنا عليهم في الرّزق. {مَا هَذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأكُلُ مِمَّا تَأكُلُونَ مِنْهُ
وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ. وَلَئِنَ اطَعْتُم بَشَراً مِّثْلَكُمْ} أي: فيما يدعوكم إليه {إِنكُمْ إِذَاً
لَّخَاسِرُونَ} أي: لعجزة.