التفاسير

< >
عرض

وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ
٢٩
إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
٣٠
ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
٣١
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٣٢
وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ
٣٣
وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ
٣٤
-المؤمنون

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقُل رَّبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ المُنزِلِينَ }. قال مجاهد: [يقول الرب عز وجل] لنوح عليه السلام حين نزل من السفينة. وقال بعضهم: سمعت الناس إذا نزلوا منزلاً قالوا هذا القول.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي: من أمر قوم نوح وغرقهم { لأيَاتٍ } لمن بعدهم. قال: { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أي: بالدين، يعني ما أرسل به الرسل من عبادته، وهو تفسير الحسن.
قوله: { ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } أي: من بعد الهالكين من قوم نوح. { قَرْناً ءَاخَرِينَ } يعني عاداً. { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ } يعني هوداً { أَنِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّن إلهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي: الله، أي: فاتقوا الله.
{ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ الذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَآءِ الأَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: وسّعنا عليهم في الرّزق. { مَا هَذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأكُلُ مِمَّا تَأكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ. وَلَئِنَ اطَعْتُم بَشَراً مِّثْلَكُمْ } أي: فيما يدعوكم إليه { إِنكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } أي: لعجزة.