التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
٥١
وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ
٥٢
فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
٥٣
-المؤمنون

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { يَآأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ } أي: الحلال من الرزق { وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } أي: هكذا أمر الله الرسل.
قوله: { وَأَنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال بعضهم: ملة واحدة. وقال بعضهم: أي: دينكم دين واحد؛ يعني الإِسلام، وإن كانت الشرائع مختلفة. قال الله:
{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [المائدة: 48] قال: { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } أي: لا تعبدوا غيري.
قوله: { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً } هم أهل الكتاب، تقطَّعوا كتاب الله بينهم وحرّفوه، وبدّلوا كتاباً كتبوه على ما حرّفوا. وهي تقرأ على وجهين: زبَراً وزبُراً. فمن قرأها زبَراً: [بفتح الباء] قال: قطعاً. ومن قرأها زبُراً [بضم الباء] قال: كتباً. وهي كقوله:
{ إِنَّ الذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً } [الأنعام: 159].
{ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ } أي: بما عندهم مما اختلفوا فيه { فَرِحُونَ } أي: راضون.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة، واحدة في الجنة وسائرها في النار، ولتفترقن هذه الأمة على إحدى وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرها في النار" .
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم ذراعاً بذراع وشبراً بشبر، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قيل: يا رسول الله، أهم اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذاً" .