قال: { وَالذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا } [ممدودة] { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة
[ { أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }.
تفسير الحسن قال: كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ويخافون ألا يُنجيهم
ذلك من عذاب ربهم. وقال مجاهد: يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألا يقبل
منهم.
ذكر عن ابن عباس وعائشة أنهما كانا يقرآن هذا الحرف { وَالذِينَ يَأتُونَ مَا أَتَوا }
خفيفة بغير مدّ. أي: يعملون ما عملوا مما نهوا عنه وقلوبهم وجلة خائفة] أن
يؤخذوا به.
قوله: { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ } أي: في الأعمال الصالحة. قال
الحسن: أي: فيما افترض الله عليهم، وهو واحد. قال: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي:
وهم للخيرات مدركون في تفسير الحسن. وقال بعضهم: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي:
سابقون بالخيرات.
قوله: { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي: لا يكلف الله نفساً إلا طاقتها؛ لا
يكلّف الله المريض القيام، ولا الفقير الزكاة ولا الحج
قوله: { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي: لا يظلم عندنا أحد.
قوله: { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هذَا } أي: في غفلة من هذا، أي: مما ذكر
من أعمال المؤمنين في الآية الأولى. { وَلَهُم } يعني المشركين { أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ
ذَلِكَ } [أي: دون أعمال المؤمنين، أي: شرّ من أعمال المؤمنين { هُمْ لَهَا
عَامِلُونَ } أي: لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهد: { فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا } يعني القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ
ذَلِكَ }] أي: خطايا من دون الحق. وقال بعضهم: أعمال لم يعملوها سيعملونها.
ذكر سعيد بن المسيب "عن عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لما قد فرغ منه، أو لما يستأنف؟ قال: بل لما قد فرغ منه. فقال: ففيم العمل إذاً؟
قال: اعملوا، فكل لا ينال إلا بالعمل" . قال هذا حين نجتهد.
ذكر بعض السلف قال: لم تُوكَلُوا إلى القدر وإليه تصيرون.