التفاسير

< >
عرض

وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
٤٢
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَارِ
٤٣
-النور

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ } أي: البعث.
قوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَاباً } أي: ينشئ سحاباً. { ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ } أي: يجمع بعضه إلى بعض { ثُمَّ يَجْعَلهُ رُكَاماً } [أي: بعضه على بعض] { فَتَرَى الوَدْقَ } أي: المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ } أي: من خلال السحاب.
قال: { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ } أي: ينزل من تلك الجبال التي هي من برد، والتي هي في السماء { فَيُصِيبُ بِهِ } أي: بذلك البرد { مَن يَّشَاءُ } فيهلك الزرع. كقوله: { رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } أي: برد
{ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ } [آل عمران: 117].
وما أصاب العباد من مصيبة فبذنوبهم، وما يعفو الله عنه أكثر. كقوله:
{ وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ } [الشورى: 30].
ذكروا أن رجلاً قال لابن عباس: بتنا الليلة نمطر الضفادع. قال ابن عباس: صدقت، إن في السماء بحاراً.
قوله: { وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ } أي: يصرف ذلك البرد عمن يشاء. { يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ } أي: ضوء برقه { يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ }.
ذكروا عن عروة بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فليسبحن الله ولينعت
"
. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اطلبوا إجابة الدعاء عند ثلاثة مواضع: عند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الجيوش
"
.