التفاسير

< >
عرض

خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
٧٦
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً
٧٧
-الفرقان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { خَالِدِينَ فِيهَا } أي: لا يموتون فيها ولا يخرجون منها { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً } أي: قرارهم فيها. { وَمُقاماً } أي: ومنزلاً.
قوله: { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي } أي: ما يفعل بكم ربي { لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } أي: لولا عبادتكم وتوحيدكم وإخلاصكم. كقوله:
{ فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [غافر: 14] قال: { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } يعني المشركين { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } أي: أخذاً بالعذاب، يعذبهم يوم بدر، فألزمهم الله يوم بدر عقوبة كفرهم وجحودهم، يعذبهم بالسيف.
ذكر بعضهم قال: بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: قد مضت البطشة الكبرى: يوم بدر، واللزام، والدّخان، وهو الجوع الذي كان أصابهم بمكة، والروم، والقمر، يعني قوله:
{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ } [القمر: 1]. وأما الروم فإنهم غلبوا فارساً، وغلب المسلمون المشركين في يوم واحد. وقوله: { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } [القمر: 45] أي: يوم بدر. وقوله: { حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } [المؤمنون: 77] يوم بدر، وقوله: { العَذَابِ الأَدْنَى } [السجدة: 21] يوم بدر، وقوله: { وَإِنَّ لِلذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } [الطور: 47] يوم بدر. وقوله: { قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } [السجدة: 29]. وقال الحسن: هي النفخة الأولى بها يهلك كفار آخر هذه الأمة، أعاذنا الله من الهلاك.