التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ
٢٠٠
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٢٠١
فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٢٠٢
فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ
٢٠٣
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
٢٠٤
أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
٢٠٥
ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ
٢٠٦
مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ
٢٠٧
وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ
٢٠٨
ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ
٢٠٩
-الشعراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } [أي: سلكنا التكذيب] { فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ } أي: المشركين. وهذا جرم الشرك. { لاَ يُؤمِنُونَ بِهِ } أي: بالقرآن { حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ } أي: الموجع { فَيَأتِيَهُم بَغْتَةً } أي: فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا } يومئذ عند ذلك { هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ } أي: مؤخَّرون، أي: مُرَدّون إلى الدنيا فنؤمن.
قال الله: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } أي: على الاستفهام. أي: قد استعجلوا به لقولهم:
{ ائتنا بِعَذَابِ اللهِ } [العنكبوت: 29]، وذلك منهم استهزاء وتكذيب بأنه لا يأتيهم العذاب.
قوله: { أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ } أي: العذاب { مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعونَ } أي: في الدنيا.
قوله: { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } أي: إلا لها رسل، أي: إنه لم يهلك قرية إلا من بعد قيام الحجة عليهم والرسل والبينة والعذر.
قال: { ذِكْرَى } أي: يذكرهم ويبيّن لهم ويحتج عليهم. { وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي: لم نكن لنعذّبهم حتى نحتجّ عليهم ونبيّن لهم ونقطع عذرهم. كقوله:
{ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص: 59] أي: مشركون، رادون على الرسل ما دعوهم إليه.