التفاسير

< >
عرض

إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
٢٣
وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ
٢٤
أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
٢٥
ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
٢٦
-النمل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } أي: من كل شيء أوتيت منه. { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }. وعرشها سريرها، وكان سريرها حسناً؛ كان من ذهب، وقوائمه لؤلؤ وجوهر. وكان مُستّراً بالديباج والحرير. وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبيات بالبيت الذي هو فيه مغلقة مقفلة.
قوله: { وَجَدتُّها وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ }. قال الحسن: كانوا مجوساً. { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ }. وفيها تقديم، أي: وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل ألا يسجدوا لله. فصدّهم عن السبيل أي: بتركهم السجود فهم لا يهتدون. وفي بعض كلام العرب: { أَلاَّ تَسْجُدُوا } أي: فاسجدوا. قوله: { الذِي يُخْرِجُ الخبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: يعلم السرّ في السموات والأرض. والخَبء من الخبيئة. وقال مجاهد: الخبء: الغيب؛ وهو واحد. قال: { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللهُ لآ إلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ } ذكروا عن ابن عباس أنه قال: لا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أذن لي أن أحدّث عن ملك في حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة سبعمائة سنة يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لم يخل منك مكان
"
.