{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ} قالوا: ما أصابنا من سوء فهو من قِبَلك ومن قِبَل
من معك في تفسير بعضهم. وقال الحسن: قد كانوا أصابهم جوع فقالوا: لشؤمك
ولشؤم الذين معك أصابنا هذا، وهي الطيرة. {قَالَ طَآئِرُكُمْ عِندَ اللهِ} أي: عملكم
عند الله.
{بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي: تبتلون، أي: تختبرون بطاعة الله ومعصيته في
تفسير بعضهم. وقال الحسن: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي: عن دينكم، أي: تصرفون
عن دينكم الذي أمركم الله به، يعني الإِسلام.
قوله: {وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}.
[قال بعضهم: تسعة رهط من قوم صالح]. {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ} أي: تحالفوا
بالله. أي: يقوله بعضهم لبعض: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} قال الحسن: أهله: أمته الذين
على دينه. وقال بعضهم: تواثقوا على أن يأخذوه ليلاً فيقتلوه. وقال بعضهم: ذكر لنا
أنهم بينما هم معانيق إلى صالح ليفتكوا به إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم.
قوله: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ} أي: لرهطه {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا
لَصَادِقُونَ}.
قال الله: {وَمَكَرُوا مَكْراً} أي: الذي أرادوا بصالح {وَمَكَرْنَا مَكْراً} أي
رماهم الله بالصخرة فأهمدتهم. قال: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} قال: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ إِنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} أي: بالصخرة {وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: دمّرنا قومهم
بعدهم بالصيحة.