التفاسير

< >
عرض

قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
٢٨
فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٢٩
فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٣٠
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ
٣١
-القصص

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالَ } موسى: { ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } [قال بعضهم] وهي بلسان كلب. { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } [أي: فلا سبيل عليّ] { وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي: شهيد.
قال: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ } ذكر ابن عباس قال: قضى أوفاهما وأبرهما: العشر. قوله: { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } قال مجاهد: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ } أي: قضى العشر السنين ثم أقام بعد ذلك عشر سنين فخرج بعد عشرين سنة. { ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً } أي: حسب أنها نار، وإنما كانت ناراً عند موسى، وهي نور وليست بنار. { قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أي: بخبر الطريق، وكان على غير الطريق { أوْ جَذْوَةً مِّنَ النَّارِ } وهي أصل شجرة { لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي: لكي تصطلوا، وكان شاتياً.
قال الله: { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أي: أتى موسى النار عند نفسه { نُودِيَ مِنْ شَاطِىءِ الوَادِي الأَيْمَنِ في البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ } أي: نودي عن يمين الشجرة، أي: الأيمن من الشجرة. وفيها تقديم؛ وتقديمها: من شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة في البقعة المباركة. { أَن يَّامُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } فألقاها.
{ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌ } أي: كأنّها حيّة { وَلَّى مُدْبِراً } أي: هارباً { وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي: ولم يلتفت، أي: من الفرَق. وقال مجاهد: ولم يرجع. { يَامُوسَى أَقْبِلْ } الله يقوله: { يَامُوسَى أقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الأمِنِينَ }.