قوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } أما في
الدنيا فهو ما عذب به الكفار من الوقائع والسيف حين كذبوا رسلهم، وأما في
الآخرة فالنار. { وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } قال: { وَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } أي الجنة { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } أي كل ظالم
من ظالم مشرك، وظالم منافق، وهو ظلم فوق ظلم، وظلم دون ظلم.
قوله: { ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ } أي المحكم، وهو
كلام مثنى في قول الحسن.
قوله: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن
فَيَكُونُ }.
قال الكلبي: "لما قدم نصارى نجران قالوا: يا محمد، أتذكر صاحبنا؟ قال:
ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم، أتزعم أنه عبد؟ فقال لهم نبي الله صلى الله عليه وسلم: أجل، هو عبد الله. فقالوا: أَرِنا في خلق الله عبداً مثله فيمن رأيت أو سمعت به.
فأعرض عنهم نبيُّ اللهِ يومئذ" . ونزل جبريلُ عليه السلام فقال: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى
عِندَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.
{ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّنَ المُمْتَرِينَ } أي: من الشاكّين. وقال
بعضهم: { فلاَ تَكُن مِّنَ المُمْتَرِينَ }. أي: لا تكن في شك مما قصصنا عليك في
شأن عيسى.