قوله: { وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } يقوله بعضهم لبعض، أي: ولا
تصدِّقوا إلا لمن تبع دينكم فأخذ به. { قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ } أي إن الدين
دين الله، وهو الإِسلام. قال: { أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ } إنما قالوا
لأصحابهم اليهود؛ قال يهود خيبر ليهود المدينة: (لاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ)،
فإنه لن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { أَوْ يُحَاجُّوكُمْ } بمثل دينكم أحد { عِندَ
رَبِّكُمْ }. فقال الله: { قُلْ إِنَّ الهُدَى هُدَى اللهِ }، وقال: { قُلْ إِنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللهِ }
وفضل الله الإِسلام { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } أي واسع لخلقه، عليم
بأمرهم. { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ } أي: بدينه وهو الإِسلام { مَن يَشَاءُ } وهم المؤمنون
{ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ }.
وقال بعضهم: يقول لليهود: لما أنزل الله كتاباً مثل كتابكم وبعث نَبيّاً مثل
نبيّكم [حسدتموهم على ذلك]. ثم قال للنبي عليه السلام: { قُلْ: إِنَّ الفَضْلَ
بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ }.
وقال مجاهد: { أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم }؛ تقوله اليهود حسداً أن تكون
النبوة في غيرهم، وأرادوا أن يُتَابَعوا على دينهم.