التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
١١
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
١٢
-لقمان

تفسير كتاب الله العزيز

ثم قال: { هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان التي يعبدونها، فلم تكن لهم حجة. قال: { بَلِ الظَّالِمُونَ } أي: المشركون { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي: بيّن.
قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ } أي: الفقه والعقل. كان لقمان فقيهاً عالماً ولم يكن نبيّاً.
ذكروا أن لقمان الحكيم كان عبداً حبشياً نجاراً فأمره سيده أن يذبح له شاة؛ فذبح له شاة، فقال له سيّده: اِيتنا بأطيبها مضغتين، فجاءه باللسان والقلب. ثم أمره أن يذبح له شاة أخرى وأمره فقال: القِ أخبثها مضغتين، فألقى اللسان والقلب. فقال له سيّده: أمرتك بأن تأتيني بأطيبها مضغتين، فأتيتني باللسان والقلب، ثم أمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب، فقال له لقمان: إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. قال: وكان ذلك أول ما عرف به من حكمته.
وقال مجاهد: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ } أي: الفقه والعقل [والإِصابة في القول في غير نبوّة].
قوله: { أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ } النعمة. قال: { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أي: لنفسه نفع ذلك، والشكور هو المؤمن. { وَمَن كَفَرَ } أي: ولم يشكر النعمة { فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } أى: غني عن خلقه، حميد، أي: استحمد إلى خلقه، أي: استوجب عليهم أن يحمدوه.