ثم قال: {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} يعني الأوثان التي
يعبدونها، فلم تكن لهم حجة. قال: {بَلِ الظَّالِمُونَ} أي: المشركون {فِي
ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} أي: بيّن.
قوله: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ} أي: الفقه والعقل. كان لقمان فقيهاً
عالماً ولم يكن نبيّاً.
ذكروا أن لقمان الحكيم كان عبداً حبشياً نجاراً فأمره سيده أن يذبح له شاة؛
فذبح له شاة، فقال له سيّده: اِيتنا بأطيبها مضغتين، فجاءه باللسان والقلب. ثم أمره
أن يذبح له شاة أخرى وأمره فقال: القِ أخبثها مضغتين، فألقى اللسان والقلب. فقال
له سيّده: أمرتك بأن تأتيني بأطيبها مضغتين، فأتيتني باللسان والقلب، ثم أمرتك أن
تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب، فقال له لقمان: إنه ليس شيء أطيب
منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. قال: وكان ذلك أول ما عرف به من
حكمته.
وقال مجاهد: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ} أي: الفقه والعقل [والإِصابة في
القول في غير نبوّة].
قوله: {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} النعمة. قال: {وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي: لنفسه نفع ذلك، والشكور هو المؤمن. {وَمَن كَفَرَ} أي: ولم يشكر النعمة {فَإِنَّ
اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} أى: غني عن خلقه، حميد، أي: استحمد إلى خلقه، أي: استوجب عليهم أن يحمدوه.