التفاسير

< >
عرض

مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
٢٨
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
٢٩
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ
٣٠
-لقمان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } وذلك أن المشركين قالوا: يا محمد، خلقنا الله أطواراً: نطفاً، ثم علقاً، ثم مضغاً، ثم عظاماً، ثم أنشأنا خلقاً آخر، كما تزعم، وتزعم أنا نبعث في ساعة واحدة. فأنزل الله جواباً لقولهم: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ }، أي: إنما نقول له: كن فيكون. { إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }.
قوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الّيْلِ } أي: يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل، وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه. قال: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } دائبين، أي: يجريان { كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } لا يُقَصِّر دونه ولا يزيد عليه، أي: إلى الوقت الذي يكون فيه، فيذهب ضوءه. قال: { وَأَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.
قال: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ } والحق اسم من أسماء الله { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ البَاطِلُ } يعني أوثانهم { وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ } أي: الأعلى ولا أعلى منه { الكَبِيرُ } أي: لا أكبر منه.