التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٨
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٩
وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
١٠
قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١١
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ
١٢
-السجدة

تفسير كتاب الله العزيز

ثم قال: { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي: نسل آدم { مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ } أي: ضعيف، يعني النطفة.
قال: { ثُمَّ سَوَّاهُ } أي: سوّى خلقه كيف شاء { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أي: أحدث فيه الروح. قال: { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: أقلكم المؤمنون، وهم الشاكرون.
قوله: { وَقَالُوا } يعني المشركين { أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ } أي: إذا كنا تراباً وعظاماً { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }. وهذا استفهام على إنكار، أي: إنا لا نبعث بعد الموت. وبعضهم يقرأها أءذا صللنا في الأرض، أإذا نتنّا في الأرض { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }. قال الله: { بَلْ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ }.
قوله: { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } يقال إنه [حويت له الأرض] فجعلت له مثل الطست، يقبض أرواحهم كما يلتقط الطير الحب. وبلغنا أنه يقبض روح كل شيء في البر والبحر. قال: { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.
قوله: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ } أي: المشركون والمنافقون { نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: خزايا نادمين { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي: يقولون: أبصرنا وسمعنا، أي: سمعوا حين لم ينفعهم السمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر. { فَارْجِعْنَا } أي: إلى الدنيا { نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } أي: بالذي أتانا به محمد أنه حق.