التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً
٣٤
إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
٣٥
-الأحزاب

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }.
قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } وهو واحد، هو كلام مثنى مكرر، أي: الصالحات. وقد قال في آية أخرى:
{ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 35-36]. والإِسلام هو اسم الدين. قال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ } [آل عمران: 85] والإِسلام هو الإِيمان بالله وما أنزل.
قال: { وَالْقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ } والقنوت هو الطاعة لله. وقد قال في آية أخرى:
{ { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة 238] أي: وقوموا لله في صلاتكم مطيعين خاشعين.
قوله: { وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ } أي: الصادقين في القول والعمل المستكملين لجميع فرائض الله.
{ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ } أي: على ما أمرهم الله به وعما نهاهم عنه.
{ وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ } أي: والمتواضعين والمتواضعات. والخشوع هو الخوف الثابت في القلب.
{ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ } يعني الزكاة المفروضة.
{ وَالصَّآئِمِينَ وَالصَّآئِمَاتِ }. قال بعضهم: بلغنا أنه من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من الصائمين والصائمات.
{ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ } أي: مما لا يحلّ لهم.
{ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ } وليس في هذا الذكر وقت.
قال: { أَعَدَّ اللهُ لَهُم } أي: لأهل هذه الصفات التي ذكر { مَّغْفِرَةً } أي: لذنوبهم { وَأَجْراً عَظِيماً } أي: الجنة.
ذكروا عن مجاهد أن أم سلمة قالت:
"يا رسول الله، ما بال النساء لا يذكرن مع الرجال في العمل الصالح، فأنزل الله: { إن المسلمين والمسلمات... } إلى آخر الآية" .