قوله: { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ
جُنَاحَ عَلَيْكَ } تفسير الحسن: { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ } أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر
المرأة للتزويج ثم يرجيها، أي: يتركها فلا يتزوّجها. قال: { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ }
أي: يتزوَّج من يشاء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر امرأة ليتزوّجها لم يكن لأحد أن يعرّض
بذكرها حتى يتزوّجها رسول الله أو يتركها. قوله: { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ } يقول:
ليس عليك لهن قسمة، ومن ابتغيت من نسائك للحاجة ممن عزلت ولم تُرِد منها
الحاجة { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ }.
قال: { ذَلِكَ أَدْنَى } أي: أجدر { أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } أي: إذا علمن أنه من قبل
الله { وَلاَ يَحْزَنَّ } على أن تخص واحدة منهن دون الأخرى { وَيَرْضَيْنَ بِمَآ ءَاتَيْتَهُنَّ
كُلُّهُنَّ } أي: من الخاصة التي تخصّ منهن لحاجتك. وهذا تفسير الحسن.
وتفسير الكلبي: { تُرْجِي مِن تَشَآءُ مِنْهُنَّ } يعني من اللائي أحلّ له، إن شاء لم
يتزوّج منهن { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ } أي: تتزوّج منهن من تشاء، { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ
عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } يعني نساءه اللائي عنده يومئذ،
يعني التسع، { وَلاَ يَحْزَنَّ } أي: إذا عرفن أنه لا ينكح عليهن.
قال: { واللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً }.