التفاسير

< >
عرض

مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ
١٠
-فاطر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً } قال بعضهم: من كان يريد العزَّة فليتعزَّر بطاعة الله.
وتفسير الحسن: أن المشركين عبدوا الأوثان لتعزّهم، كقوله:
{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً } [مريم: 81]. قال: من كان يريد العزة فليعبد الله حتى يعزّه.
قوله تعالى: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } هو التوحيد { وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } أي: يرفعه التوحيد. أي: لا يرتفع العمل الصالح إلا بالتوحيد، ولا التوحيد إلا بالعمل الصالح؛ كقوله:
{ { وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ } [الأسراء: 19 ] والإِيمان قول وعمل، لا ينفع القول دون العمل. { { فَأُوْلَئِكَ } [الأسراء: 19 ] أي: الذين هذه صفتهم { كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا } [الإِسراء: 19] أي: كانوا عملهم مقبولاً، يعني من وحد الله وعمل بفرائضه.
قال: { وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ } أي: يعملون الشرك والنفاق { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: عذاب جهنم. { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } أي: وعمل أولئك هو يبور؛ أي: هو يفسد عند الله، أي: لا يقبل الله الشرك والنفاق، ولا يقبل العمل من المشرك والمنافق، أي: لا يقبل العمل إلا من المؤمنين، وقال في آية أخرى:
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ } [المائدة: 27].