التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
١١
-فاطر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَاللهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } يعني آدم خلقه من تراب { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } أي: من نسل آدم { ثُمَّ جَعَلكُمْ أَزْوَاجاً } يعني ذكراً وأنثى، والواحد زوج. قال: { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى } [النجم: 45].
قال: { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } أي: هيِّن عليه.
ذكروا عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أنه قال عن عمر العبد: كتب في أول الصحيفة أجله، ثم يكتب أسفل من ذلك: مضى يوم كذا وكذا، ومضى يوم كذا وكذا، حتى يأتي إلى أجله. وقال عكرمة: { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } آخَرَ يعني أن يكون عمره دون عمر الآخر.
وتفسير الحسن: { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ } أي: حتى يبلغ أرذل العمر { وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } أي: ولا ينقص من آخر عمر المعمَّر فيموت قبل أن يبلغ عمر ذلك المعمّر الذي بلغ أرذل العمر { إِلاَّ فِي كِتَابٍ }. وبعضهم يقول: العمر ها هنا ستّون سنة.