التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ
١٩
وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ
٢٠
وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ
٢١
وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ
٢٢
إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ
٢٣
إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ
٢٤
-فاطر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ } وهذا تبع للكلام الأول: { وَمَا يَسْتَوِي البَحْرَانِ هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ }، { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ }، { وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ } وهذا كله مثل للمؤمن والكافر؛ كما لا يستوي البحران العذب والمالح وكما لا يستوي الأعمى والبصير وكما لا تستوي الظلمات والنور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
قوله: { وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } يعني ظلّ الجنة، والحرور، يعني النار. وقوله: { وَمَا يَسْتَوِى الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ } الأحياء هم المؤمنون، أي: الأحياء في الدين كقوله:
{ { أَوَمَن كَانَ مَيْتاً } [الأنعام: 122] أي: كافراً { فَأَحْيَيْنَاهُ } [الأنعام: 122] أي: بالإِيمان والأموات هم الكفار، أي: أموات في الدين.
{ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ } أي: يهديه للإِيمان { وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القُبُورِ } أي: وما أنت بمسمع الكفار، أي: هم بمنزلة الأموات من أهل القبور لا يسمعون منك الهدى سمع قبول، أي: لا يقبلون منك ما تدعوهم إليه كما أن الذين في القبور لا يسمعون.
قال: { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } أي: تنذر الناس، ليس عليك غير ذلك، والله يهدي من يشاء، أي: يمنّ عليه بالقبول لما يدعوه إليه من دين الله فيقبله.
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ } أي: بالقرآن { بَشِيراً وَنَذِيراً } أي: بشيراً بالجنة ونذيراً من النار { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [يعني الأمم الخالية كلها قد خلت فيهم النذر]. وقال بعضهم: [أي: وإن من أمة ممن أهلكنا إلا خلا فيها نذير]. يحذّر المشركين أن ينزل بهم ما نزل بهم إن كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم كما كذّبت الأُممُ رسلَها.