التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً
٤٤
وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً
٤٥
-فاطر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: بلى، قد ساروا، وليتفكروا فيما أهلك الله به الأمم فليحذروا أن ينزل بهم ما نزل بهم. وكان عاقبة الذين من قبلهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار.
قال: { وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ } أي: ليسبقه { مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ } أي: حتى لا يقدر عليه { إِنَّه كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }.
قوله: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا } أي: بما عملوا { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } يقول: يحبس عنهم المطر، فهلك ما في الأرض من دابّة. { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يعني المشركين { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } أي: الساعة التي يكون بها هلاك آخر كفّار هذه الأمة { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } أي: الساعة { فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } لا تخفى عنه منهم خافية، أي: لا يكذب صادقاً، ولا يصدّق كاذباً ولا يقضي بباطل، سبحانه وتعالى.