التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
١٩
وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢٠
ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ
٢١
وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٢
أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ
٢٣
إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٤
إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ
٢٥
-يس

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالُوا طَآئِرُكُم مَّعَكُمْ } أي: عملكم معكم { أَئِن ذُكِّرْتُم } أي: ائن ذكَّرناكم بالله تطيّرتم بنا، على الاستفهام. ومقرأ العامة بالتشديد: { أَئِن ذُكِّرْتُم } { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } أي: مشركون.
قوله: { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا المَدِينَةِ } يعني أنطاكية { رَجُلٌ يَسْعَى } أي: يسرع؛ وهو حبيب النجار. { قَالَ يَاقَوْمِ اتِّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لآ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } أي: خلقني { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة. { ءَأتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً } على الاستفهام { إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ } يعني الآلهة { شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ } من ضرر { إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } يعني في خسران بيّن { إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ }.
وتفسير مجاهد غير هذا. قال مجاهد: كان رجلاً من قوم يونس وكان به جذام فكان يطيف بآلهتهم يدعوها فلم تغن عنه شيئاً. فبينما هو يوماً كذلك إذ مرّ بجماعة فدنا منهم، فإذا نبيّ الله يدعوهم إلى الهدى؛ وقد قتلوا قبله اثنين فدنا منه. فلما سمعَ كلام النبي قال له: يا عبد الله، إن معي ذهباً فهل لك أن تأخذه مني وأتّبعك فتدعو الله أن يشفيني. قال له: اتّبعني ولا حاجة لي في ذهبك، وأنا أدعو الله لك فيشفيك. قال: فدعا الله، فبَرأ. فقال: { قَالَ يَاقَوْمِ اتِّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْئَلُكُمْ أَجْراً } لما كان عرض عليه من الذهب فلم يقبله منه، { وَهُم مُّهْتَدُونَ } وما لي لا أعبد الذي فطرني، أي: خلقني { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: بعد الموت { ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } أي: لما كان يدعو آلهتهم لما به من الجذام فلم تغن عنه شيئاً { وَلاَ يُنقِذُونِ } أي: من ضر. يعني الجذام الذي كان به. { إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } أي: فاسمعوا قولي، أي: فاقبلوه. ودعاهم إلى الإِيمان. وليس هذا الحرف من تفسير مجاهد. فأخذه قومه فقتلوه.