التفاسير

< >
عرض

فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ
٩٨
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٩٩
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
١٠٠
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ
١٠١
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ
١٠٢
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
١٠٣
-الصافات

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً } أي: بحرقهم إياه { فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ } أي: في النار.
{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي } أي: متوجه إلى ربي بعبادتي ووجهي { سَيَهْدِينِ } أي: الطريق، يعني الهجرة؛ هاجر من أرض العراق إلى أرض الشام.
ذكروا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ستكون هجرة لخيار أهل الأرض إلى مهاجَر إبراهيم حتى لا يبقى على ظهرها إلا شرار خلقها، فتلفِظهم أرضوهم ويقذَرهم الله وتحشرهم النارُ مع القردة والخنازير" .
قوله { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } قال الله: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } تفسير مجاهد: أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشّدّ. وتفسير الحسن: بلغ معه سعي العمل، يعني قيام الحجة. وقال بعضهم سعي المشي.
{ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }.
قال الله: { فَلَمَّآ أَسْلَمَا } [أي: استسلما لأمر الله]: أسلم إبراهيمُ نفسَه لله ليذبح ابنَه، وأسلم ابنُه وجهه لله ليذبحه أبوه. { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } قال بعضهم: وكبّه للقبلة ليذبحه. وتفسير الحسن: أضجعه ليذبحه وأخذ الشفرة.
ذكروا عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال: عند الجمرة الوسطى تَلَّه للجبين؛ وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال: يا أبت، إنه ليس لي ثوب تكفّنني فيه غير هذا، فاخلعه عني حتى تكفنني فيه.