التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ
٤٠
أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ
٤١
فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ
٤٢
فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٤٣
عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
٤٤
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
٤٥
بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ
٤٦
لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
٤٧
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ
٤٨
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
٤٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٥٠
قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ
٥١
يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ
٥٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
٥٣
-الصافات

تفسير كتاب الله العزيز

{ إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ } استثنى المؤمنين، وهم من كل ألف واحد. { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } أي: الجنة؛ { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } أي: يكرمون فيها. { فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } الناعمة. { عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } والسرر مرمولة بالذهب وبقضبان اللؤلؤ الرطب. { مُّتَقَابِلِينَ } أي: لا ينظر بعضهم إلى بعض. قال بعضهم: ذلك في الزيادة إذا تزاوروا.
قال: { يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ } وهي الخمر { مِّن مَّعِينٍ } والمعين الجاري الظاهر. { بَيْضَآءَ } يعني الخمر { لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي: ليس فيها وجع بطن { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي: إذا شربوها لا تذهب عقولهم، أي: لا يسكرون.
قال: { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قصرن طرفهن على أزواجهن لا يردن غيرهم { عِينٌ } أي: عظام العيون. الواحدة منها عيناء، والعِين: جماعتهن، نسبن إلى عظم العيون. قال: { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } أي: لم يمرث ولم تمسّه الأيدي. وبعضهم يقول: هي القشرة الداخلة، وبعضهم يقول: يعني بالبَيض اللؤلؤ، كقوله:
{ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } [الواقعة: 22-23] أي: في أصدافه.
قوله: { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يعني أهل الجنة.
{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } أي: صاحب في الدنيا { يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ } على الاستفهام { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } أي: أإنا لمحاسبون قال بعضهم: هما اللذان في سورة الكهف في قوله:
{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ... } إلى آخر قصتهما [الكهف: 32-42]. قال المؤمن منهما في الجنة، الذي قال: { إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ }.