التفاسير

< >
عرض

إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ
١٨
وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ
١٩
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ
٢٠

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { إِنَّا سَخَّرنا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ } أي: حين تشرق الشمس.
ذكروا عن أيوب بن صفوان أن ابن عباس دخل على أم هانئ، فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فصلّى في بيتها ثمان ركعات بعدما ارتفع النهار. فخرج ابن عباس من عندها وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللوحين فما عرفت صلاة الضحى إلا الساعة: { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ } وكنت أقول: أي صلاة صلاة الإِشراق، ثم قال: هذه صلاة الإِشراق.
"وذكروا عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مسجد قباء فرآهم يصلّون حين إِشراق الشمس فقال:إِن الأوَّابين كانوا يصلون إذا رمضت الفصال" .
قال الحسن: كان والله قد سخّر مع داوود جميع ما خلق الله من الجبال يسبّحن معه، وكان يفقه تسبيحها وتسمعه جميع جبال الدنيا.
{ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً } أي: تحشر بالغداة والعشيّ يسبحن معه. كقوله:
{ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } [الأنبياء: 79]. وقوله: { مَحْشُورَةً } أي مجموعة { كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ } أي: مطيع.
قوله: { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَءَاتَيْنَاهُ } أي: أعطيناه { الْحِكْمَةَ } أي: النبوة { وَفَصْلَ الخِطَابِ } أي الفهم في القضاء وفصل الخطاب. قال الحسن: العدل في القضاء.
ذكر حميد الأعرج أن ابن عباس قال: { وَفَصْلَ الخِطَابِ } البيّنة على المدّعي واليمين على المدَّعى عليه.
ذكروا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المدّعى عليه أولى باليمين إذا لم تكن بيّنة" .
ذكروا عن عطاء بن السايب عن أبي يحيى عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلّف المدعِيَ البينةَ، فلم تكن له بينة، فاستحلف المدَّعَى عليه بالله الذي لا إِله إِلا هو ما عليه حق. فنزل عليه جبريل عليه السلام وقال: يُرَدّ على الرجل ماله وكفارته شهادته، أو قال: معرفته أن لا إِله إِلا الله. وبعضهم يقول: فصل الخطاب: أما بعد.