التفاسير

< >
عرض

وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
٤
أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
٥
وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
٦

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَعَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } رجع الكلام إلى قوله: { كَمْ أهْلَكْنَا مِن قبلهم من قرن } أخبر كيف أهلكهم. قال: وعجبوا أن جاءهم منذر منهم أي: محمد صلى الله عليه وسلم لينذر من النار ومن عذاب [الله في] الدنيا.
{ وَقَالَ الْكَافِرُونَ } أي: الجاحدون { هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } يعنون محمداً صلى الله عليه وآله وسلم { أَجَعَلَ الألِهَةَ إِلَهاً واحِداً } على الاستفهام منهم، أي: قد فعل حين دعاهم غلى عبادة الله وحده. { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } أي: عَجَبٌ، وعُجْب، وعُجَاب، كله واحد.
{ وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاصْبِرُواْ عَلَى ءَالِهَتكُمْ } أي: على عبادتها { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ }.
وذلك أن رهطاً من أشراف قريش مشوا إلى أبي طالب فقالوا: أنت شيخنا وكبيرنا وسيّدنا في أنفسنا، وقد رأيت ما فعلت هذه السَّفَهَةُ، يعنون المؤمنين. وقد أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه فقال: هؤلاء قومك وذوو أسنانهم أشرافهم يسألونك السواء، فلا تمل على قومك كل الميل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وماذا يسألونني؟
"فقالوا له: ارفضنا من ذكرك وارفض آلهتنا وندعك وإلهك. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعطونني أنتم كلمة واحدة تدين لكم بها العرب وتملكون بها العرب والعجم. فقال أبو جهل: لله أبوك، نعم، وعشرَ أمثالها. فقال لهم رسول الله صلى الله عيه وسلم: قولوا: لا إله إلا الله.فنفروا منها وقاموا وقالوا: { أَجَعَلَ الأَلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ }" .